هذا يسأل عن عدم وجود الماء هل يتحقق بغلبة الظن أم لابد من اليقين؟
نحن ذكرنا أنه أن ظن عدم وجود الماء إذا غلب على ظنه عدم وجود الماء فله أن يعدل للتيمم حتى لو كان يرجو وجود الماء في آخر الوقت، وذكرنا قصة ابن عمر كيف أنه تيمم وهو قريب من المدينة ودخل المدينة والشمس مرتفعة فهو يرجو وجود الماء، لكن في هذا غلبة الظن، أمور العبادات دائما لك فيها غلبة الظن، لا يشترط فيها اليقين، هذه قاعدة في أمور العبادات كلها يكفي فيها غلبة الظن، حتى فطر الصائم في نهار رمضان إذا غربت الشمس فطر الصائم بعد غروب الشمس يكفي فيه غلبة الظن ولا يجب اليقين، بل لا يتسحب التأخر لأجل تيقن غروب الشمس، كما قال ابن تيميه: "ليس هناك أحد أطوع لله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وقد أفطروا بناءً على غلبة الظن في يوم غيم، ولهذا طلعت الشمس بعد ذلك" وهذا يدل على أنهم كانوا يفطرون في نهار رمضان على غلبة الظن، أمور العبادات إذًا تبنى على غلبة الظن ولا يشترط فيها اليقين.