الخثلان
الخثلان
قصة مشروعية التيمم بيان لاهتمام النبي بأصحابه
5 ذو القعدة 1437 عدد الزيارات 877

قول الله -عز وجل-: {وَإن كُنْتُمْ مَرْضَى أو عَلَى سَفَرٍ أو جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أو لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأيدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [المائدة: 6] وهذه الآية نزلت لما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، فنزل ومعه الجيش في الصحراء، كان معه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنه- ففقدت عائشة عقدًا لها، فلما أرادو الرحيل أخبرته عائشة بأنها فقدت عقدًا لها، أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالانتظار حتى تجد عائشة عقدها، فأتى الناس إلى أبي بكر قالوا له ألا ترى ما صنعت عائشة، قامت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالجيش والناس ليس معهم ماء، فجاء أبو بكر فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم- نائمًا واضعًا  رأسه على فخده عائشة، فجعل يعاتب عائشة -رضي الله عنه- وجعل يطعنا في خاصرتها حتى بكت، ويقول لها كيف تقيمين برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالناس وهم ليسوا على ماء، لأنها ابنته فيلومها ويعاتبها على ذلك حتى اجهشت بالبكاء، تقول: فلا يمنعني من أن أتحرك إلا مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني تخشى أن تتحرك فيستيقظ من نومه فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك فأنزل الله تعالى آية التيمم، وقال أسيد بن حضير: "ماهي بأول بركاتكم يا آل أبي بكر"، يعني بيت مبارك حتى في هذا الموقف تسبب في نزول أية التيمم حتى في ضياع العقد، قالت: فبعثنا البعير فوجدنا العقد تحته البعير موجود كان باركًا وجدو عقد عائشة تحته، والناس تبحث عنه ما وجدته، هذه القصة يعني قصة عظيمة، تدل على يعني اهتمام النبي -عليه الصلاة والسلام- بأصحابه رجلًا كان أو امرأة، حتى ولو كان شخصًا وحيدًا واهتمامه بشأن المرأة ما قال هذه المرأة محقرة شأنها أقام بجيش كامل مراعاة لمشاعر امرأة، هذه هي أخلاق الإسلام بل إنه -عليه الصلاة والسلام- أراد أن يقيم حربًا من أجل رجل واحد من أجل عثمان لما أشيع أن عثمان قد قُتل، فالإنسان في الإسلام له قيمته ومكانته فانظر كيف أن -النبي عليه الصلاة والسلام- في موقف أراد أن يقيم حربًا من أجل رجل واحد وهو عثمان، فهنا أقام بجيش كامل من أجل مراعاة مشاعر امرأة، هذه هي أخلاق الإسلام، فالإسلام يحترم الإنسان، وليس هناك دين عظم حقوق الإنسان مثل هذا الدين العظيم فنزلت أية التيمم وأجمع العلماء على مشروعية التيمم، وهو من خصائص هذه الأمة اختصها الله تعالى به، وقد كان الناس في الأمم السابقة  إذا لم يجدو الماء بقوا ولم يصلو حتى يجدو الماء، كما قال -علية الصلاة والسلام- (أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي وذكر منها وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلي) [البخاري: 335، مسلم:521] فهو إذًا من خصائص هذه الأمة ومشروعيته كانت في السنة السادسة من الهجرة في هذه القصة كانت في غزوة بني المصطلق.

  • تاريخ ومكان الإلقاء: جامع الأمير مشعل بحي الخزامى - غرب الرياض