هل النهي عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل نجاستها؟ نقول: لا ليس لأجل نجاستها فأعطان الإبل طاهرة وليست نجسة، كما سبق بدليل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر العرنيين أن يشربوا من ألبان إبل الصدقة وأبوالها، وهذا يدل على طهارة بولها وإذا كان بولها طاهرا فروثها طاهر كذلك ولأدلة أخرى سبق الكلام عنها في درس سابق بالتفصيل. إذاً ما العلة من النهي عن الصلاة في معاطن الإبل؟ جاء في حديث عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطن الإبل فإنها خلقن من الشياطين)] الترمذي:349-أحمد:10619، وقال الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين [ ومعنى: "خلقت من الشياطين" أي أن من طبعها الشيطنة فهي لا تكاد تهدأ أو تقر في العطن بل تثور فربما قطعت على المصلي صلاته وربما شوشت عليه خشوعه وربما ألحقت به ضرراً ولهذا لما أمن الراكب شرها جاز له أن يصلي عليها فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر يصلي على بعيره لأنه قد أمن شرها، وأما في المعاطن فإنه لا يأمن شرها فيخشى أن تؤذيه أو تشوش عليه أو تقطع عليه صلاته، فيكون قوله: "خلقت من الشياطين" أي أن طبعها الشيطنة فهي في قول الله تعالى فهو في قول الله تعالى: {خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ}]الانبياء:37[ يعني أن الإنسان بطبعه ماذا العجلة هذا فيما يتعلق بأعطان الإبل.