هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجاته شهرًا هل كان هذا الهجر لأمر ديني؟
قصة الهجر جاءت في الصحيح وبينت الروايات سبب الهجر سبب الهجر هو أن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- اجتمعن يعني عقدن اجتماعًا واتفقن على أن يشتكين للنبي -صلى الله عليه وسلم- اتفقن على النفقة للنبي -صلى الله عليه وسلم- من قلة النفقة وشظف العيش فأتوا مجتمعات للنبي -عليه الصلاة والسلام- فلما رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا التصرف وهذا الاجتماع وهذه الشكوى جماعية بهذه الطريقة غضب النبي -عليه الصلاة والسلام- فحلف بالله أن لا يدخل عليهن شهرًا كاملًا، وأشيع في المدينة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلق نساءه فبلغ ذلك عمر فأتى عمر فوجد أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام- يبكين فدخل علي ابنته حفصة، وقال: أطلقك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: ما أدري ثم ذهب يعني لأم سلمة وتكلم عليها وأيضًا تكلمت عليه قالت: أنت يا عمر ما من شئ إلا ودخلت فيه يعني تكلمت هي أيضا هي عليه وذهب إلى عائشة وتكلم عليها يعني عاتبهن كيف تؤذين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ذهب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وفي مشربة الله في مكان ضيق وعنده خادمه فقال لخادمه: استأذن وقال عمر: فاستأذن فدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو مغضب فأراد عمر أن يلطف الجو قال يا رسول الله أرأيت إن ذهبت إلى بنت خارجة يعني زوجته وضربتها وكسرت عنقها ماذا تفعلون بي يعني فتبسم النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأه تبسم سأل السؤال أطلقت نسائك قال لا فحمد الله وكبر ثم نظر إلى الخزانة المشربة التي فيها ما يوجد فيها إلا خزانة من الشعير ووجد الحصير وقد أثر في جنبه فبكى عمر قال ما يبكيك يا ابن الخطاب قال أنت رسول الله خيرته من البشر وليس عندك إلا هذه الخزائنة من الشعير وكسرى وقيصر في القصور والأنهار والأموال قال النبي -عليه الصلاة والسلام- أو في شك أنت يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ثم خرج عمر وبشر الناس، قال: إن النبي صلى الله وسلم لم يطلق نساءه فنزل قول الله تعالى {وَإذا جَاءَهُمْ أمر مِنَ الْأَمْنِ أو الْخَوْفِ أذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإلى أولي الْأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء:83] قال عمر فأنا من أولي الأمر فهذه هي قصة فبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا المكان تسعة وعشرين يومًا لما أتم تسعة وعشرين يومًا دخل على أزواجه أول من دخل عليها عائشة فقالت عائشة بقي يوم يا رسول الله، والله إني لأعدهن عدًا قال -عليه الصلاة والسلام- إن الشهر تسعة وعشرون يعني وافق إن الشهر كان تسعة وعشرون وليس ثلاثين ثم لقال لعائشة إني ذاكر لكي أمرًا فلا تعجلي حتى تستشيري أبويك قالت ما هو فذكر قول الله تعالى {إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخرةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أجرا عَظِيمًا}[الأحزاب29،28] فقالت يا رسول الله أوفيك أستشير أبوي والله إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم ذهب إلى بقية أزواجه وكلهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة -رضي الله تعالى عنهن وارضاهن- هذه قصة هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- لأزواجه وهي في الصحيح.