الخثلان
الخثلان
هل سجود التلاوة يعتبر صلاة أو ليس بصلاة؟

قال المؤلف: "كالصلاة بلا تشهد"، وقوله «كالصلاة» يشير إلى مسألة مختلف فيها بين الفقهاء، وهي: هل سجود التلاوة يعتبر صلاة أو ليس بصلاة؟ وتظهر ثمرة الخلاف في أننا لو قلنا: إنه صلاة فيشترط له ما يُشترط للصلاة، من الطهارة من استقبال القبلة من غير ذلك من الشروط، أما إذا قلنا إنه ليس بصلاة فلا يشترط له هذه الشروط، الإنسان يسجد ولو على غير طهارة، المؤلف يرى أنه صلاة وهذا هو المذهب عند الحنابلة، ولهذا قال «كصلاة».

وقالوا أنه سجود والسجود جزء من الصلاة فيكون صلاةً.

والقول الثاني في المسألة: أن سجود التلاوة ليس بصلاة، ويدل لذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم، مسجد معه المسلمون والمشركون، وهذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه وبوب عليه لقوله «باب سجود المسلمين مع المشركين، والمشرك نجس ليس له وضوء».

ثم قال البخاري: «وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء»، وهذا هو القول الراجح أن سجود التلاوة ليس بصلاة، واختاره جمع من المحققين من أهل العلم كأبي العباس ابن تيمية وابن القيم ومن مشايخنا الشيخ ابن باز، والشيخ محمد العثيمين رحمهم الله تعالى جميعًا، أن سجود التلاوة ليس بصلاة، هذا هو القول الراجح، ولقوة دليلة.

ثم أيضًا لأن الصلاة عبادة ذات أقوال وأفعال، غير مختتمة بالتسليم، وهذا لا ينطبق على سجود التلاوة، هذا التعريف لا ينطبق على سجود التلاوة، فهو ليس له تكبير وليس له تسليم، وإنما هو مجرد سجود، وعلى هذا فلا يشترط في سجود التلاوة الطهارة ولا يشترط استقبال القبلة بناء على القول الراجح.

فلو كنت تقرأ مثلًا في السيارة، ثم مررت بآية سجدة وأنت على غير طهارة، تقرأ مثلًا من ظهر قلب من حفظك، فيشرع لك إذًا أن تسجد ولو إلى غير القبلة، بينما على القول الأول ليس لك أن تسجد، لأنهم يعتبرونه صلاة، لا بد أن تستقبل القبلة.

فإذًا القول الراجح أن سجود التلاوة ليس بصلاة، ولا يشترط له ما يشترط للصلاة، كذلك كل الشروط ما تشترط له.

نعم سجود المستمع تابع لسجود التالي، إذا سجد التالي يسجد المستمع إذا لم يسجد لم يسجد معه، والمؤلف قال «كالصلاة» لكنه استدرك قال «بلا تشهد» لأنهم لما قالوا «كالصلاة» قيل إذًا لا بد أن يتشهد قال لا، هو كالصلاة لكن بدون تشهد وهذا مما يضعف هذا القول.

إذا قلت كأن سجود التلاوة صلاة فليكن معه تشهد، فعلى هذا القول الراجح أن سجود التلاوة أنه ليس صلاة، إذًا يعني هذا ما يتعلق بما ذكره المؤلف من سجود التلاوة.

بقيت مسألة وهي الاستماع للتلاوة عبر وسائل الإعلام، هل يشرع سجود التلاوة معها أو لا يشرع؟ نقول أولًا إذا كانت التلاوة عبر المسجل، فإنه لا يشرع سجود التلاوة ،إذا مر القارئ بآية سجدة، لأن القارئ لم يسجد في هذه الحالة، وإنما هذا الصوت الصادر من المسجل هو حكاية صوت.

  • تاريخ ومكان الإلقاء: جامع الأمير مشعل بحي الخزامى - غرب الرياض