الخثلان
الخثلان
فضل صلاة الضحى
2 ربيع الأول 1438 عدد الزيارات 1111

نبدأ أولًا بصلاة الضحى.

قال المصنف رحمه الله: «وأدنى الضحى ثنتان»، أي أقل صلاة الضحى ركعتان، وصلاة الضحى قد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، وقد جاء في حديث أبي هريرة في الصحيحين قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث» ذكر منها ركعتي الضحى.

وجاء في حديث أبي ذر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة»، والمراد بالسلامى يعني المفصل، يعني إذا أصبح الإنسان عليه أن يتصدق صدقات بعدد مفاصله، لماذا؟ شكرًا لنعمة الله عز وجل على سلامة المفاصل، ومفاصل الإنسان كما جاء في الحديث الآخر ثلاثمائة وستون مفصلًا.

ومعنى ذلك أنه مطلوب منه كل يوم أن يتصدق بثلاثمائة وستين صدقة، ولهذا قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة»، ثم ذكر وجوهًا وأنواعًا من الصدقات، فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدةٍ صدقة، وكل تهليلةٍ صدقة وكل تكبيرة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة والنهي عن المنكر صدقة.

ثم قال وهذا محل الشاهد: «ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»، رواه مسلم، فهذا الحديث الحقيقة يعني لو لم يرد في فضل صلاة الضحى إلا هذا الحديث لكفى، إذا أصبح الإنسان، الإنسان له ثلاثمائة وستون مفصلًا، عليه مطلوب منه، ثلاثمائة وستون لماذا؟ من باب شكر نعمة الله تعالى على سلامة مفاصله، والصدقات يعني بابها واسع، كل تسبيحة صدقة التحميد صدقة، التهليل صدقة التكبيرة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة والنهي عن المنكر صدقة، تبسمك في وجه أخيك صدقة، أنواع كثيرة.

لكن يجزئ عن الثلاثمائة وستين صدقة يجزئ عنها ركعتا الضحى، هذا يدل على فضل صلاة الضحى، وأنها تجزئ عن ثلاث مائة وستين صدقة، وهذا أيضًا يدل على رجحان القول بأن صلاة الضحى أنها سنة تفعل دائمًا، تُفعل على الدوام، خلافًا لمن قال من أهل العلم أنها تُفعل أحيانًا وتترك أحيانًا.

فالقول بأنها تفعل أحيانًا وتترك أحيانًا يرد عليه هذا الحديث حديث أبي ذر، «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة»، فيرد عليه هذا الحديث، هذا الحديث يدل على أن صلاة الضحى سنة تفعل على الدوام، وليس أحيانًا، لأنه مطلوب منه ثلاثمائة وستين صدقة كل يوم، ويجزئ عن هذه الصدقات هذه كلها ركعتا الضحى، ولهذا ينبغي أيها الإخوة أن نحافظ على صلاة الضحى، وأن نحرص عليها.

انظر إلى هذا الفضل العظيم تجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة مطلوبة من المسلم كل يوم.

هنا يقول المصنف: «أدنى» يعني أقل صلاة الضحى ثنتان، يعني ركعتان هي أقل صلاة الضحى، وهذا باتفاق أهل العلم، لأن الركعتين هما أقل ما يشرع في الصلوات ما عدا الوتر.

قال: «وأكثرها ثمان ركعات»، ومراد المصنف مثنى مثنى، ولحديث أم هانئ رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة، فاغتسل وصلى ثماني ركعات»، قالو: وهذا أكثر ما ورد من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الضحى، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه أكثر صلاة الضحى، لعدم الدليل الدال على تحديد أكثر صلاة الضحى.

  • تاريخ ومكان الإلقاء: جامع الأمير مشعل بحي الخزامى - غرب الرياض