الخثلان
الخثلان
معنى كف الغضب وأحوال طلاق الغضبان
8 ربيع الأول 1438 عدد الزيارات 2033

قوله: «كف غضبه» أي منعه، المراد منع ما يترتب على الغضب، بأن كظم الغيظ، والغضب غريزي في الإنسان كما يقول بعض أهل العلم هو جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، فينفعل، وقد يكون الغضب شديدًا جدا لدرجة أن الإنسان يفقد عقله، ولا يدري هل هو في بر أو جو أو في بحر أو في أرض أو سماء كما يقول بعض أهل العلم.

هذه تحدث لكن لقلة من الناس، أذكر أن بعض المستفتين في مسائل الطلاق منهم من ذكر هذه الحالة أنه فقد عقله وأخبرته زوجته بعدما أفاق بأنه قد طلق في هذه الحال، هذا لا يترتب على ما قاله في حال الغضب أي شيء لا طلاق ولا غيره.

والحالة الثانية: غضب يسير لا يشوش على الإنسان ولا يؤثر عليه.

والحالة الثالثة: الحالة الوسطى، تشوش على الإنسان فكره وتدفع الإنسان لكي يتكلم، ويتصرف تصرفات يندم عليها، هذه هل يؤاخذ الإنسان فيها بأقواله؟ أما أفعاله فيؤاخذ بها، لو قتل أو أتلف مالا يؤاخذ بأفعاله، وأما أقواله فمحل خلاف ومنها الطلاق.

القول الراجح أنه لا يؤاخذ بأقواله، وطلاقه لا يقع، والغضب له تأثير على صحة الإنسان، قد ذكر ابن القيم، ابن القيم له كتاب لطيف اسمه إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان، وله كتاب آخر بعنوان إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، بعضهم يسمي هذا الكبير وهذا الصغير، ذكر فيه أضرار الغضب على الإنسان، وذكر أن الغضب منه ما يقتل، ومنه ما يمرض.

وأن رجلًا من العرب تكلم عليه بعض الناس بكلام سيء أراد أن يرد عليه فقام أحد الحاضرين ووضع يده على فيه، فقال: قتلتني؟ ثم مات، وهذا تفسيره من الناحية الطبية في الوقت الحاضر أنه عند شدة الغضب يرتفع الضغط عند الإنسان.

إذا كان ارتفاع الضغط شديدًا فقد تتفجر بعض الشرايين، هذا الذي التفسير كما ذكره ابن القيم وغيره، أنه قد يقتل، وقد يمرض أيضًا ارتفاع الضغط الشديد أيضًا لا شك أنه يؤثر على الصحة، لهذا وردت الأحاديث بحث الإنسان على ترك الغضب ابتداء، وعلى كتم الغضب عند حصوله.

وسبق أن تكلمنا في هذا الدرس عن هذا المعنى، وأن بإمكان الإنسان أن يمرن نفسه على ترك الغضب حتى يصبح حليمًا، لكن يكون ذلك بالتدريج، إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، هذا لما جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم قال أوصني: قال: لا تغضب، أخرجه البخاري في الصحيح، ولولا أن ترك الغضب مستطاع لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تغضب.

مثلا تقول في هذا اليوم من الساعة الرابعة إلى الخامسة لن أغضب مهما كان السبب، وفي اليوم الثاني تجعلها ساعتين، وفي الثالث أربع ساعات وتزيده هكذا، حتى يصبح الحلم لك سجية وخلقا، والحلم سيد الأخلاق، وإذا قُدر والإنسان غضب يكظم غيظه، وهذا هو المراد في هذا الحديث.

  • تاريخ ومكان الإلقاء: جامع الأمير مشعل بحي الخزامى - غرب الرياض