«وتَشْبِيكُهَا»، أي يكره تشبيك الأصابع في الصلاة، قد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع، فلا يفعل هكذا، وشبك بين أصابعه»، وهذا الحديث أخرجه الدارمي والحاكم بسند صحيح، فكان من خرج إلى المسجد منهي عن تشبيك الأصابع فمن كان داخل الصلاة أولى بالنهي عن تشبيك الأصابع، هذا هو وجه الدلالة.
الحكمة من النهي عن تشبيك الأصابع في الصلاة: قيل أن هذا من الشيطان، روي في ذلك حديث ولكنه حديث ضعيف، والذي يظهر أن هذا من العبث وأنه لا يليق بحال المصلي المطلوب منه الخشوع في الصلاة، وأما تشبيك الأصابع بعد الفراغ من الصلاة فلا بأس به، ولو كان داخل المسجد.
يدل لذلك قصة ذي اليدين، وبوب عليها البخاري بقوله: «باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره» ثم ساق قصة ذي اليدين لما سهى النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بهم إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر ركعتين، ثم قام إلى خشبة فاتكأ عليها كأنه غضبان وشبك بين أصابعه، وهذا موضع الشاده، شبك بين أصابعه، قصة ذي اليدين مشهورة، نبه على سبيل السهو في الصلاة، فصلى ركعتين ثم سجد للسهو كما سيأتي.
وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما فرغ من صلاته شبك بين أصابعه، فدل ذلك على أن التشبيك بين الأصابع بعد الفراغ من الصلاة أنه لا بأس به، وتكون الأحوال عندنا لتشبيك الأصابع ثلاث حالات:
الحالة الأولى: تشبيك الأصابع بعد خروجه من بيته إلى المسجد هذا مكروه.
الحالة الثانية: تشبيك الأصابع في أثناء الصلاة هذا أيضًا مكروه.
الحالة الثالثة: تشبيك الأصابع بعد الفراغ من الصلاة لا بأس به ولو كان داخل المسجد، فيكون تشبيك الأصابع على هذه الأحوال الثلاثة، من يقولها مرة أخرى؟
نعم، من حين خروجه من بيته إلى إقامة الصلاة، هذا مكروه، الثاني: في أثناء الصلاة: هذا أيضًا مكروه، الثالث: بعد الصلاة فلا بأس به من غير كراهة ولو كان داخل المسجد.
هذه أبرز المكروهات التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى.