الخثلان
الخثلان
رجل له منزل في .. وآخر في بلد آخر وهو مستأجر فهل يترخص برخص السفر؟

رجل له منزل في .. وآخر في بلد آخر وهو مستأجر  فهل يترخص برخص السفر؟

هذا الرجل يعتبر صاحب إقامتين، مادام أن له بيتًا في بلد وبيتًا آخر في بلد آخر، فيعتبر كصاحب الإقامتين، صاحب الزوجتين، كأن له زوجة هنا وزوجة هناك، فلا يعتبر مسافر هنا ولا هناك وإنما في مسافة الطريق إذا كانت أكثر من ثمانين كيلو، وإذا أردت أن تعرف حالك هل أنت مسافر أو غير مسافر لا تنظر إلى مسألة قصر الصلاة وإنما أنظر إلى الفطر في نهار رمضان، الفطر في نهار رمضان يوضح لك العذر بشكل واضح.

فهذا الرجل لو أنه في بيته الذي استأجره الآن في بلد آخر، لو أنه بعد صلاة الظهر وضع السفرة وأتى بالغداء وتغدى أمام الناس ينكر عليه أو لا ينكرون؟ تجد الناس ينكرون عليه، يقولون أنت كيف، إذا قال أنا مسافر، قالوا: كيف أنت مسافر وأنت في بيتك؟ كيف تكون مسافر؟ هذا يدل على أن الناس في عرفهم لا يعتبرونه مسافر، إنما هو مقيم.

والأصل هو الإقامة، الأصل في الإنسان الإقامة ليس السفر، لا نخرج عن هذا الأصل إلا بشيء واضح، بحيث أن الناس في عرفهم يستقر لديهم أن هذا الإنسان مسافر، فإذًا هذه يا إخوان هذه المسألة تكرر السؤال عنها، بعض الناس يكون له مزرعة، يكون له بيت مثلًا ي بلد آخر ويذهب له في آخر الأسبوع يذهب إلى هذا المكان، لا يترخص برخصة السفر، بل هو كصاحب الإقامتين.

ولذلك لو أنه أفطر في نهار رمضان في مزرعته أو في استراحته أو في بيته الذي هو في البلد الآخر لأنكر عليه الناس، ولما قبلوا منه اعتذاره لأنه مسافر، وإنما يعبرونه بأنه ليس بمسافر، ما دام في مزرعته أو ما دام في مسكنه أو في بيته، ثم أن الأصل الإقامة يا إخوان، ثم إن هذا هو الأحوط والأبرأ الذمة وفيه خروج من الخلاف.

لأن كون الإنسان يقصر حين ذاك أن صلاته غير صحيحة عند كثير من أهل العلم، صلاته غير صحيحة، فلا يعرض الإنسان صلاته للبطلان، وإنما يقصر فقط في الطريق، إذا كانت المسافة أكثر من ثمانين كيلو.