سب الأموات قد يدخل في الغيبة، إذا كان السب لميت مسلم، فإن هذا دخل في غيبته، وإذا كان لغير مسلم فيحرم ما تحرم فيه غيبة غير المسلم الحي، ويجوز فيه ما تجوز غيبة غير المسلم الحي، قد سبق أن ذكرنا متى تجوز غيبة الكافر.
من يذكرنا بما قيل؟ حكم غيبة الكافر؟ من يذكرنا بما قيل؟ حكم غيبة الكافر؟ قلنا أولًا إذا كان حربيًا فإنه يسب، لأنه لا حرمة له، أما إذا كان الكافر غير حربي، فإن كان سبه فيما يتعلق بكفره، فيجوز، لأنه إذا كانت غيبته فيما يتعلق بكفره فيجوز، لأنه إذا كان يجوز غيبة الفاسق المسلم، فالكافر من باب أولى.
أما إذا كانت غيبته فيما لا تتعلق بكفره، وإنما في أمور أخرى كأحواله الشخصية ونحو ذلك، فإن هذا لا يجوز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه من ظلم معاهدًا أو انتقص منه فليس مني»، كما عند أصحاب السنن، أو قال «فأنا حجيجه» «ألا من ظلم معاهدًا أو انتقص أو لم يوفيه حقه فأنا حجيجه يوم القيامة».
فهذا يدل على أنه إذا كانت الغيبة لهذا الكافر، وكان ليس حربيًا وليس فيما يتعلق بكفره فيكون أيضًا تكون غيبته محرمة، وبهذا نكتفي بهذا القدر فيما يتعلق بدرس البلوغ.
«من ظلم معاهدًا» عند الترمذي وأبي داود، نعم.
هذا في المجاهرة، يعني ما جاهر فيه الإنسان، وبحيث اشتهر عنه، وأثني على هذا الإنسان، يعني ذُم هذا الإنسان بما جاهر به، فإن المجاهر بالمعصية لا غيبة له، والمجاهر بالفسق لا غيبة له، ولهذا قال الحسن البصري أترغبون عن غيبة الفاسق، أذكرون بما فيه فيحذره الناس.
فهذا الذي مر بجنازته وأثنى الناس عليه شرًا قد جاهر بمعصيته، ولذلك أثنى الناس عليه شرًا، حتى في حال موته.
إذا لعن فاللعان معناه الطرد عن رحمة الله، حتى لو قال إني ما أقصده هذا، مقتضى اللعن، وهذا معنى اللعن في اللغة العربية، ومعنى اللعن عند الناس، كون الإنسان لا يقصده قد جرى على لسانه هذا لا يعفيه من المسؤولية، لأن اللعن من قديم الزمان، وحديثًا معناه الطرد، والدعاء عليه بالطرد والإبعاد عن رحمة الله.
هذا لفظ الحديث: «ألا من ظلم معاهدًا أو انتقص منه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة»، عند أبي داود والترمذي، الحديث صحيح، عمومًا هذا لفظ أبي داود الحديث صحيح.
سرد قصص هذا لا يعتبر من الغبية، الغبية ذكرك أخاك بما يكره، وهذا مسلم، هذا الذي، الله أعلم، محتمل، السب لا ينحصر، السب في اللعن، يشمل اللعن ويشمل كذلك، يعني ذكره بالقبيح من الصفات، عند العرب أنه إذا ذكره بالقبيح من الصفات يكون سبه، هذا هو المقصود.