ما صحة حديث: «صلوا خلف كل بر وفاجر»؟ وإذا صح الحديث فكيف يستقيم هذا مع من يعلن بدعته مفسقًا، ويدعو لها؟
نحن ذكرنا التفصيل في الصلاة خلف الفاسق، وذكرنا أنه يُصلى خلف كل بر وفاجر، هذا هو عند أهل السنة، أن يُصلى خلف كل بر وفاجر.
لكن المقصود بالفجور هنا: الفجور من جهة الأعمال، كما ذكرنا هذا عن الصحابة، أما من جهة الاعتقاد فهذه لا بد فيها من التفصيل؛ إن كانت البدعة مكفرة، لا يُصلى خلفه بالإجماع، إن كانت مفسقة، فأيضًا لا يُصلى خلفه إذا كان داعيةً إليها؛ لأنه يجب إنكار هذا المنكر، وأقل درجات إنكاره؛ أنه لا يُصلى خلفه، لا يُصلى خلف هذا الداعية إلى بدعته.
وأما إذا كان ليس بداعية لبدعته، فيُصلى خلفه، ويُستثنى من ذلك الجمعة والأعياد، الجمعة والأعياد تُصلى مطلقًا، إلا من كانت بدعته مكفرة.