في هذا الحديث الحث على صلاة الليل، في قوله: «وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»، والمراد بذلك: قيام الليل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة من بعد أداء الفريضة صلاة الليل»، والله تعالى يقول: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)} [المزمل: 6].
فينبغي للمسلم أن يكون له نصيبٌ من قيام الليل، أفضله، أفضل صلاة الليل: هي صلاة داود، وما هي صلاة داود؟ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه وينام سدسه.
فإذا أردنا أن نحدد وقت صلاة داود متى، النبي عليه الصلاة والسلام قسّم الليل ستة أسداس، قال: ينام نصفه، يعني أنه ينام السدس الأول، والثاني، والثالث، كذا، وينام أيضًا السدس الثالث، إذن ما الذي بقي؟ الرابع والخامس.
فمعنى ذلك: أن داود عليه السلام كان يصلي السدس الرابع، والخامس من الليل فهي أفضل صلاة الليل، وأيضًا سدس الليل الآخر هو وقت النزول الإلهي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من داعٍ فاستجيب له، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، وذلك كل ليلة». أخرجه مسلم في صحيحه.
وفي الليل ساعة لا يوافقها مسلم، ويسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، كما في صحيح مسلم، والمقصود بالساعة لحظات يكون الدعاء فيها مستجابًا أرجاها ما هو؟ آخر الليل، قبيل أذان الفجر، هذا أرجى ما يكون موافقة لساعة الإجابة في الليل.