ولكن ما ضابط المرض الذي يعذر الإنسان بسببه ترك الجمعة والجماعة؟ الضابط هو المرض الذي يلحق الإنسان معه ضرر أو مشقة، لو صلى الجمعة والجماعة، إذًا هو المرض الذي يلحقه المريض معه ضرر أو مشقة، وألحق العلماء بالمرض الخوف من حدوث المرض أو زيادة المرض، أو تأخر بُرئه، هذه كلها أعذار في ترك الجمعة والجماعة.
أما المرض اليسير الذي لا يلحق الإنسان معه الحرج فيما لو شهد الجمعة والجماعة، فليس بعذر، كما لو أصاب الإنسان مثلًا زكام أو نحوه، هذا ليس عذرًا له في ترك الجمعة أو الجماعة، وقد ذكر ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين، يعني يعضد له الاثنين، حتى يقام في الصف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذا ليس واجبًا عليه، وإنما هو من شدة حرصه على الجمعة والجماعة أنه يأتي ويشهد الجمعة والجماعة مع مرضه، لشدة حرصه.
وهذا نجد بعض الصالحين يفعل هذا تجد أنه مريض ومع ذلك يصر على أن يأتي المسجد مع أنه معذور، لكن قوة إيمانه تدفع لهذا.
المشقة ضابطها هو الضابط الذي ذكرنها في القيام في الصلاة، وهي المشقة التي يفوت بسببها الخشوع في الصلاة، أو ما ذكرنا من تأخر المرض أو زيادته تأخر بُرئه أو زيادته أو نحو ذلك، والجمعة آكد من الجماعة، ولهذا قال: بعض الفقهاء تلزم الجمعة دون الجماعة، من لا يتضرر بإتيانها راكبًا أو محمولًا.
لأن الجمعة صلاة واحد في الأسبوع، ولا بدل لها إذا فاتت، بخلاف الجماعة، فإذًا يعني يتأكد في حق المريض أن يحضر الجمعة أكثر من الجماعة، إذا كان بإمكانه أن يأتي للجمعة ولو راكبًا أو محمولًا أتى للجمعة، فالجماعة أمرها أسهل من الجمعة.