الخثلان
الخثلان
ما حكم من يجمع بين الصلاتين من غير عذر، وهل تصح صلاته؟

ما حكم من يجمع بين الصلاتين من غير عذر، وهل تصح صلاته؟

الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر كما ذكرنا أن هذا نُقل عن عمر رضي الله عنه، ومعنى ذلك أنه صلى إحدى الصلاتين في غير وقتها، اللهُ تعالى يقول: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} [الماعون: 4، 5]، قال ابن عباس: يؤخرونها عن وقتها.

فالذي يؤخر الظهر عن وقتها بدون سبب، أو يؤخر المغرب عن وقتها بدون سبب ويجمعها، يجمع الظهر مع العصر، ويجمع المغرب مع العشاء، تتناوله الآية، وتوعدهم الله تعالى بالويل.

وانظر إلى عناية الشريعة بالوقت، يعني حتى في حال اشتداد الخوف لا تترك الصلاة، صلِّ {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} [البقرة: 239]، لكن لا تترك الصلاة حتى يخرج وقتها.

وسبق أن ذكرنا أن المريض يصلي على حسب حاله، ولو بقلبه، لكن لا يدع الصلاة حتى يخرج وقتها، فالوقت هو آكد شروط الصلاة، فلا يجوز الجمع بين الصلاتين من غير عذرٍ، وإذا قلنا: إنه من الكبائر فيكون مرتكب هذه الكبيرة فاسقًا؛ لأن كل مرتكب للكبيرة يكون فاسقًا، فهذا يدل على خطورة المسألة.

الصلاة يا إخوان هي عمود دين الإسلام، فينبغي رفع مستوى الاهتمام بهذه العبادة وعدم التساهل، وعدم تتبع الرخص؛ لأن الناس يحاول أن يتتبع رخص بعض العلماء، ومَن تتبع الرخص فقد تزندق، وبعضهم يتبع المتشابه من النصوص، فيستدل بحديث ابن عباس ويدع النصوص الكثيرة المحكمة الصحيحة التي تدل على وجوب أداء الصلاة في وقتها.

لابد من الجمع بين النصوص، لماذا تأخذ هذا الحديث المتشابه وتترك النصوص الأخرى التي تدل على وجوب أداء الصلاة في وقتها؟!