هل الفصل بين الخطبتين بجلسةٍ قصيرة ركن من أركان صلاة الجمعة، وما حكم مَن خطب دون فاصلٍ بين الخطبتين؟
نحن ذكرنا أن هذا من السنن، وليس واجبًا فضلًا عن أن يكون ركنًا، فلو أنه انتهى من الخطبة الأولى ثم وصل بها الخطبة الثانية لا بأس، لكنه خلاف الأفضل.
يا إخوان ينبغي للإنسان إذا فعل فعلًا متعلقًا بالآخرين أن يترك الاجتهادات الخاصة، يفعل ما استقر عليه عمل الناس والفتوى العامة، أما اجتهادات الخاصة فيجعلها في أموره الخاصة، يعني بعض الناس له اجتهادات خاصة ويريد تطبيقها على الناس، ويضع الناس في الحرج، مثل ما ذكر لي أحد الإخوة يقول: فيه خطيب هنا في الرياض خطب بهم خطبة واحدة.
طيب، لماذا يفعل هذا؟ لماذا يوقع الناس في الحرج، يخطب خطبة واحدة؟ ولو كلموه، قال: لا، يعني إنها تصح أو كذا، فبعض الناس يحب الشذوذات ويتتبع الغرائب، هذه في أمورك الخاصة لا أحد يعترض عليك، لكن فيما يتعلق بالناس أنت مؤتمن على هذا، فلا تأتي إلا لما استقر عليه الفتوى العامة واستقر عليه عمل الناس، أما أن الناس يبقون أسيرين لاجتهادات هذا الرجل، وربما أيضًا اجتهاده يتغير فيما بعد، كل مرة له اجتهاد، فهذا يربك العامة ولا تستقيم أمورهم، فالإنسان إذا كان إمامًا وخطيبًا يعمل بما عليه الفتوى العامة في البلد ولا يشذ.