كيف نجيب عن قول الحنابلة: أن الجمعة سماها صلى الله عليه وسلم عيدًا وأن ابن مسعود ومعاوية صلياها ضحًى؟
هذا ذُكر مرسلًا بلا إسناد، نقول: العبرة بثبوت ذلك، لو ثبت هذا يكون حجة، لكنه لم يثبت، وظاهر هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدخل أول الزوال، وكانت خطبته قصيرة.
وأنا جرّبتُ إذا خطبت من أول الزوال وقرأت سبح والغاشية، تخرج وليس للحيطان ظلٌّ يُستظل به، لازال الظل قصيرًا، أنتَ طبِّق هذا، انظر إذا خرجتَ يوم الجمعة، إذا لم يطل الخطيب وقرأ مثلًا سبح والغاشية، وخرجت مباشرةً، انظر لظل الحيطان قصير، ليس للحيطان ظل يُستظل به.
فظاهر هدى النبي عليه الصلاة والسلام وظاهر هدي الصحابة من بعده أنهم كانوا إنما يدخلون وقت الزوال، بعد الزوال مباشرةً، في أول الزوال، وهذا هو المعمول به في الحرمين من قديم إلى وقتنا هذا.
ثم نتعجب من العجلة، لماذا العجلة؟ العجلة عند بعض الناس، لماذا الاستعجال؟ الاستعجال إلى ماذا؟ الناس الآن في خير، وتقرأ قرآن، وفي المسجد، والملائكة تدعو لها، فلماذا الاستعجال بإقامة الجمعة قبل الزوال؟ تعرض صلاة الناس على رأي أكثر العلماء للبطلان، وتسبب حرجًا للناس.
فأقول: ينبغي الالتزام بما عليه الفتوى العامة، حتى وإن كنتَ غير مقتنع، تلتزم بما عليه الفتوى العامة، وما اختاره ولي الأمر، والذي تمثله وزارة الشئون الإسلامية في هذا، أما أن الإنسان يحرج الناس بالصلاة قبل الزوال، فهذا الحقيقة يعرض صلاة نفسه وصلاة غيره للبطلان عند أكثر أهل العلم.