الخطبة الأولى
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة، وهو الحكيم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو الرحيم الغفور، أحمده تعالى وأشكره حمدا وشكرا كما يحب ويرضى، وأحمده وأشكره حمدا وشكرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأحمده وأشكره حمدا وشكرا عدد خلقه، وزنة عرشه، ورضا نفسه، ومداد كلماته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه, واتبع سنته إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا, أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون, ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[آل عمران: 102] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب: 70، 71].
عباد الله، الحديث في هذه الخطبة عن عمل عظيم من أعمال القلوب، هو من أعلى مقامات التوحيد، وأفضل العبادات، عظيم شأنه، جليل قدره، لا يقوم به على وجه الكمال إلا خواص المؤمنين، أخبر الله تعالى بأنه يحب المتصفين به، ذلكم هو التوكل على الله تعالى، ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾.
قال ابن القيم – رحمه الله - : «التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان، والإحسان، ولجميع أعمال الإسلام»
قال الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ فجعل التوكل على الله شرط في الإيمان، وقوة التوكل وضعفه بحسب قوة الإيمان وضعفه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، وإذا كان التوكل ضعيفا فهو دليل على ضعف الإيمان.
وأما حقيقة التوكل، فأحسن ما قيل في تعريف التوكل وحقيقته: أنه صدق اعتماد القلب على الله تعالى، في جلب المطلوب، وزوال المكروه، مع فعل الأسباب المأذون فيها، وحينئذ فلا بد في التوكل من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون الاعتماد على الله اعتمادا صادقا حقيقيا، قيل للإمام أحمد – رحمه الله -: «أي شيء صدق التوكل على الله؟ قال: أن يتوكل على الله ولا يكون في قلبه أحدا من الآدميين يطمع أن يجيبه بشيء؛ فإن كان كذلك كان الله يرزقه وكان متوكلا».
الأمر الثاني: فعل الأسباب المأذون فيها، ولا بد من هذين الأمرين في التوكل، فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب نقص توكله على الله، فكأنه جعل السبب وحده هو العمدة فيما يصبو إليه من حصول المطلوب وزوال المكروه، وهذا مع الأسف الشديد واقع من كثير من الناس اليوم لاسيما مع انفتاح العالم بعضه على بعض، وتقدم كثير من علوم المادة فأصبح كثير من الناس يعتمد على تلك الأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا لحصول المطلوب، أو زوال المكروه، وينسى الاعتماد على الله تعالى والالتجاء إليه، ولهذا تجد أن بعض الناس عندما يشتكي أو يصاب بمرض؛ يبذل الأسباب طلبا للشفاء، يذهب للمستشفيات، ويذهب للرقاة، ويبذل جميع الأسباب، وهذا أمر جائز؛ لكنه ينسى طلب الشفاء ممن بيده النفع والضر، ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[الأنعام: 17] ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾[الشعراء: 80]
عباد الله، ولا يفهم من الكلام السابق أن يلغي العبد الأسباب التي قدرها الله تعالى لتكون أسبابا لحصول المطلوب عن زوال المكروه كلا، بل إن فعل السبب المأذون فيه جزء من التوكل على الله، وتحقيق التوكل على الله لا ينافي السعي في الأسباب، والله عز وجل أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾ وقال : ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ﴾ والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم المتوكلين على الله ومع ذلك كان يأخذ بالأسباب، كان يأخذ المتاع معه والمزاد في السفر، ويلبس الدرع في الحروب.
بل إن بعض أهل العلم قال: إن من طعن في الأسباب لكونها أسبابا فقد طعن في حكمة الله عز وجل؛ لأن الله تعالى جعل لكل شيء سببا، والله تعالى حكيم يربط الأسباب بمسبباتها، كمن يعتمد على الله في حصول الولد وهو لم يتزوج، أو يعتمد على الله في إنبات الزرع وهو لم يلقي البذر، ونحو ذلك.. وإنما الذي يذكر أن يجعل العبد اعتماده في حصول المطلوب، أو زوال المكروه، على الأسباب بالكلية، وينسى مسبب الأسباب وخالقها، ومقدرها، وهو الله عز وجل.
إذا لابد من فعل الأمرين جميعا، أن يفعل العبد الأسباب، ويعتمد قلبه على الله عز وجل، فلا يعتمد على الأسباب، وينسى مسبب الأسباب، ولا يعتمد على الله تعالى مع إهمال الأسباب؛ لأن هذا يتنافى مع حكمة الله عز وجل، فمن يريد الولد وهو لم يتزوج، ويقول: أنا متوكل على الله هذا ليس توكلا على الله عز وجل، لابد من فعل السبب أولا، ثم يأتي اعتماد القلب على الله عز وجل بعد ذلك.
عباد الله، إن الأسباب جعلها الله تعالى أسبابا وهي: قد تحقق مسبباتها وقد لا تتحقق لأن الأمر كله بيد الله عز وجل فهو على كل شيء قدير، وهو الذي إليه تصير الأمور، وهو الذي بيده النفع والضر.
ينبغي تربية النفوس على صدق اعتماد القلب على الله، وعلى صدق اللجوء إليه، والثقة به، وتعلق القلب به في حصول المطلوب، أو زوال المكروه.
ينبغي تربية النفوس على أنه لا يملك الضر والنفع إلا الله تعالى وحده، ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾.
ينبغي تربية النفوس على أن تتعامل مع الأسباب على أنها مجرد أسباب جرت حكمة الله تعالى تقدير المقدورات بها، وقد تتخلف مسبباتها إذا لم يرد الله عز وجل حصولها، ولهذا لما ذكر الله تعالى السحر والسحرة في آية البقرة في قوله: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ ﴾ قال بعد ذلك ﴿ومَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ﴾ فإذا سحروا الساحر والله تعالى لم يرد ذلك فلا يمكن أن ينفذ سحره، ولا يمكن أن يضر غيره إذا لم يرد الله عز وجل هذا، وهكذا بالنسبة للعين، ولجميع ما يخاف منه، فإن هذا لا يتحقق إلا إذا أراده الله عز وجل ﴿ ومَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ﴾
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا»أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله – هذا الحديث أصل في التوكل على الله، وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].
التوكل على الله شعور ويقين بعظمة الله تعالى وربوبيته، وأن الأمور كلها بيد الله، ألا إلى لله تصير الأمور، وإلى الله ترجع الأمور، لله الأمر من قبل ومن بعد.
التوكل على الله قطع القلب عن العلائق، ورفض التعلق بالخلائق، وإعلان الافتقار إلى محول الأحوال، ومقدر الأقدار، لا إله إلا هو.
التوكل صدق وإيمان، وسكينة واطمئنان، ثقة بالله عز وجل.
بالتوكل ترفع كبوات البؤس، وتزجر نزوات الطمع، لا يكبح شره الأغنياء، ولا يرفع ذل الفقراء سوى التوكل الصادق على الحي الذي لا يموت.
التوكل تحقيق الإيمان، واليقين بأن الله عز وجل لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا أحد يستطيع أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله عز وجل.
قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : «من سره أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله».
وقال سعيد بن جبير – رحمه الله - : «التوكل على الله جماع الإيمان».
وعن ابن مسعود – رضي الله عنه - : «إن من ضعف اليقين أن تُرضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله. إن رزق الله لا يَجُرّه حِرْصُ حريص، ولا ترده كراهية كاره، وإن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط».
﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
عباد الله! إن من حقق كمال التوكل على الله فهو موعود بأن يكون من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «عرضت علي أمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض صلى الله عليه وسلم فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام، فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء، فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما يخوضوا فيه الناس، فقال عليه الصلاة والسلام: في وصف هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب قال: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر: فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة» فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أربع صفات لهؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب:
الصفة الأولى: لا يسترقون أي: لا يطلبون من أحد أن يرقيهم؛ وذلك لأن الطالب للرقية يكون في قلبه ميل للراقي فربما تعلق به، والناس في شأن الرقية تتعلق قلوبهم بالراقي، وإذا قدر الله تعالى أن شفي بسبب هذه الرقية تعلق قلبه أكثر بمن رقاه، فكان هذا منافيا لكمال التوكل على الله عز وجل، وليس معنى هذا أنه لا يجوز طلب الرقية، طلب الرقية جائز، ولكن هؤلاء كمال توكلهم على الله سبحانه تركوا ذلك، فاكتفوا برقية أنفسهم بأنفسهم خشية أن تتعلق قلوبهم بغير الله.
الصفة الثانية: ولا يكتوون والكي: معروف عند العرب، وكانت العرب تعتقد أن الكي أنه يحدث المقصود فتتعلق قلوبهم بالكي، وبمن قام بهذا الكي، فربما أن الله تعالى قدر الشفاء بسبب هذا الكي، فيتعلق قلب من كوي بمن كواه فيكون هذا مؤثر على كمال التوكل على الله، وإن كان طلب الكي جائزا لكن هؤلاء لكمال توكلهم على الله عز وجل تركوا ذلك.
الصفة الثالثة: ولا يتطيرون، والطيرة معناها: التشاؤم بزمان، أو مكان، أو أصوات، أو طيور، أو غير ذلك.. فهي شيء يعرض على القلب، من جراء شيء يحدث أمامه، فيجعله يقدم على أمر أو يحجم عنه، هذه الصفة من لم يكن التوكل في قلبه عظيما فإن من كان متوكلا على الله سبحانه لم يتطير، ولم يتشاءم.
الصفة الرابعة: وعلى ربهم يتوكلون، وهذا هو الوصف الجامع الذي تفرعت عنه الصفات الثلاث السابقة، فهم لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون؛ لأنهم على ربهم يتوكلون، فدل هذا على أن تحقيق التوكل على الله سبحانه هو من أسباب دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب.
وهذه المنزلة منزلة علية، ومنزلة رفيعة لا يوفق لها إلا ذو حظ عظيم.
عباد الله، وفي المقابل نجد مظاهر لضعف التوكل على الله عز وجل من بعض الناس، نجدها في المجتمع فنجد من الناس من هو شديد الخوف من العين، فتجد أنه يتكتم على أموره ، وحوائجه، و أخباره، تكتما يغلو فيه ويبالغ فيه، خشية أن يصاب بالعين، وهذا كله بسبب ضعف التوكل على الله سبحانه، هو صحيح أنه ليس مطلوب منه أن يظهر جميع أموره للناس ولكن المبالغة في هذا الشيء والغلو فيه مؤشر على ضعف توكل هذا الإنسان على الله عز وجل، وإلا لو كان توكله على الله قويا لما كان لديه هذا الخوف الشديد، كذلك أيضا نجد من الناس من هو شديد الخوف من السحر، أو المس، أو البشر، أو بعض المخلوقات، أو من بعض الأمور.. وهذا كله دليل على ضعف توكله على الله سبحانه، وإلا لو كان توكله على الله قويا لكان بعيدا عن هذا الخوف والتخوف المبالغ فيه؛ لأن من كان قوي التوكل على الله سبحانه فلا يضره كيد الكائدين، ولا يضره مكر الماكرين، لأنه متعلق بالله سبحانه، حتى أعظم السحرة لا يستطيع أن يضره ما دام متوكلا على الله، ﴿ ومَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ﴾ فإذا تعلق القلب بالله سبحانه فإن المخاوف تزول عن الإنسان، أما إذا كان التوكل على الله تعالى ضعيفا في قلب الإنسان تكثر لديه المخاوف، ويكثر لديه القلق على أمور تافهة، وأمور لا تحتاج من الإنسان هذا القلق، وكل هذه المخاوف، وكل هذه الأمور التي يفعلها وينكد بها على نفسه، وعلى من حوله، وهذا كله بسبب ضعف توكله على الله عز وجل.
فينبغي أن يسعى المسلم لتقوية جانب التوكل على الله سبحانه، يفعل الأسباب على أنها مجرد أسباب، لكن يتعلق قلبه بمسبب الأسباب وهو الله عز وجل.
ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.[الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارض عن صحابة نبيك أجمعين،
وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أذل الكفر والكافرين.
اللهم انصر من نصر دين الإسلام في كل مكان، اللهم اخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء ورغد العيش واجعلها عونا لنا على طاعتك ومرضاتك، واجعلنا لنعمك وآلائك شاكرين.
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم أعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى طاعتك وعلى حسن عبادتك.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم إنا لنا إخوة مسلمين قد مستهم البأساء والضراء، اللهم فارحم برحمتك يا أرحم الراحمين، وانصرهم بنصرك، يا قوي يا عزيز، يا نصير المستضعفين، ويا مجير المستجيرين يا حي يا قيوم, يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، واجعلهم رحمة لرعاياهم.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه إذا ذكر ، وتذكره إذا نسي, ، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وأجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وأجله ما علمنا منه وما لم نعلم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.