لدينا الوقت الذي يفصل بين صلاة العشاء وصلاة التراويح قد لا يتسع لأكثر من أداء راتبة العشاء فهل يجوز أن أنوي براتبة العشاء ركعتين الخفيفتين في افتتاح أيام الليل كما هي السنة؟
فالأفضل في هذه الحال أن يصلي السنة الراتبة لصلاة العشاء فإنها آكد من الركعتين اللتين يفتتح بهما قيام الليل؛ وذلك لأن السنة الراتبة هي إحدى النوافل المؤكدة الواردة في حديث أم حبيبة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «من صلى لله تعالى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بهن بيتا في الجنة» أخرجه مسلم في صحيحه، وهذه الاثنتا عشرة ركعة أربع قبل الظهر، ركعتين ثم ركعتين، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وأما الافتتاح بركعتين خفيفتين هذا إنما يكون في الصلاة من آخر الليل في صلاة التهجد، هذا هو الذي يكون الافتتاح بركعتين خفيفتين، وأما بالنسبة لصلاة التراويح فإنه لا يكون هذا الافتتاح بركعتين خفيفتين لأنه صلاة من أول الليل، ولكن مع ذلك لو رغب الإنسان أن يصلي من آخر الليل فلا بأس حتى ولو كان أوتر مع الإمام في أول الليل، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد ثبت عنه أنه كان يصلي بعد صلاة الوتر ركعتين هو جالس، كما جاء ذلك في صحيح مسلم، وفعل ذلك لبيان الجواز، وأن هذا يجوز، لكن ينبغي ألا يكون هذا هو الغالب على حال الإنسان، وأن يكون الغالب على حاله أن يختم صلاته بالوتر لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا» لقوله: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة».