الخثلان
الخثلان
خطر التنظيمات الإرهابية
19 ربيع الأول 1442 عدد الزيارات 525

الحمد لله برحمته اهتدى المهتدون، وبعدله وحكمته ضل الضالون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله، تركنا على محجةٍ بيضاء لا يزيغ عنها إلا أهل الأهواء والظنون، صلى الله عليه وسلم وبارك، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ إلى يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.

أما بعد:-

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عَزَّ وَجَل-، فإنها وصية الله للأولين والآخرين.

﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾[النساء:131].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102].

عباد الله:

جاء في حديث حذيفة بن اليمان -رَضِيَ الله عَنْهُ- أن النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- قال: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُم رَجُل قَرَأَ الْقُرْآن حَتَّى إِذَا رُئِيَت بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ وَكَانَ رِدْئًا للإسْلَام انْسَلَخَ مِنْهُ وَنبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِه، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْف، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ»

قال حذيفة: "قلت: يا رسول الله، أيهما أولى بالشرك الرامي أم المرمي؟ قال: «بَل الرَّامِي»" أخرجه بن حبان بسندٍ صحيح.

وهذا الحديث العظيم يبيِّن فيه النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- أن أخوف ما يخاف على أمته من وجود هذا الصنف من الناس من إنسانٍ قرأ القرآن وظهرت بهجته عليه، ثم حصل له انحراف، فرمى جاره بالشرك وضربه بالسيف، وهنا يقول النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-: الأحق بوصف الشرك والكفر هو الرامي وليس المرمي.

فانظروا يا عباد الله، انظروا إلى الانحراف فيمن يقاتل أهل بلده، ويوغر الأذى، ويمعن الفساد والإفساد، ثم يحتسب ذلك قربةً إلى الله -عَزَّ وَجَل-، ويحتسب ذلك جهادًا في سبيله، ويعظم الأسى ويشتد البلاء، حين تستهدف بلد الحرمين مأرز الإسلام، وقبلة أهل الإسلام، ويعظم الأسى أشد وأكثر حينما يكون ذلك الاستهداف من قِبَلِ الأعداء بأيدي أبناء المسلمين.

سبحان الله! أيكون الإنسان عدوًّا لأهله، مفسدًا لدينه، محاربًا لوطنه، مصدر إزعاجٍ وقلقٍ وفسادٍ وترويع؟! هل يرضى العاقل فضلًا عن المسلم أن يجلب الأذى لقومه، وأن يُمَكِّن لأعدائه، وأن يخذل دينه، وأن يسد أبواب الخير وطرقه؟! إن هذا هو ما يحصل من هذه الفئة الضالة التي انحرفت في فهم الإسلام، وفي فهم الجهاد في سبيل الله، فأصبحت مصدر إزعاجٍ وقلقٍ للمجتمعات الإسلامية.

وما حصل هذا الأسبوع من حادثٍ في محافظة الزلفي التي استَهْدَفَ فيها بعض أفراد هذه الفئة الضالة استهدفوا فيها نقطةً أمنيةً، إن هذا لعملٌ منكر، وضربٌ من ضروب الإفساد في الأرض، ويبقى السؤال المهم: من المستفيد من هذه الأعمال الإجرامية؟ من المستفيد من أن يأتي طائفةٌ من أبناء المسلمين يستهدفون مسلمين يصلون ويصومون، ويمارسون عملهم للحفاظ على أمن البلاد؟ وما الفائدة التي يجنيها أولئك من هذا العمل الإجرامي؟

نعم، إن المستفيد الأكبر من هذا العمل الإجرامي هو أعداء المسلمين، إن هذه الفئة الضالة المنحرفة في فهم الإسلام ينبغي أن يقف ضدها المجتمع بجميع أطيافه، وأن يتعاون ويتكاتف أبناء المجتمع مع ولاة الأمر للقضاء على هذه الفئة، فقد أعلنت وزارة الداخلية هذا الأسبوع عن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا وحرابة في حق سبعةٍ وثلاثين رجلًا تبنوا الفكر الإرهابي، وشكَّلوا خلايا إرهابية للإفساد والإخلال بالأمن، وإشاعة الفوضى، وإثارة الفتنة الطائفية، والإضرار بالسلم والأمن الاجتماعي، فنسأل الله تعالى أن يوفق ولاة أمورنا لاجتثاث هذا الفكر المنحرف الخبيث، وأن يُعز دينه، وأن يُعلي كلمته.

عباد الله:

إن هذه الفئة أشبه ما تكون بالخوارج الذين يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعُون أهل الأوثان، جماعةٌ مبتدعةٌ منحرفةٌ في فهم الإسلام على مر التاريخ أضروا بالإسلام والمسلمين ضررًا عظيمًا.

جاء في الصحيحين: عن أبي سعيدٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قال: سمعت رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- يقول: «يَخْرُجُ فِيكُم قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُم عِنْدَ صَلَاتِهِم، وَصِيَامِكُم مَعَ صِيَامِهِم، وَعَملَكُم مَعَ عَمَلِهِم، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآن لَا يُجَاوِز حَنَاجِرهم، يَمْرقُونَ مِنَ الدِّين كَمَا يَمْرقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة».

وفي صحيح مسلم عن علي -رَضِيَ الله عَنْهُ- أن رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «سَيَخْرُجُ فِي آخرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ: مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَريَّةِ، يَقْرؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجاوزُ حَنَاجِرَهُم، يمرقونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ».

«يَخْرُجُ فِي آخرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ» أي صغارٌ في السن، «سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ» أي قليلو العقول «يَقُولُونَ: مِنْ قَوْلِ خَيْرِ الْبَريَّةِ»؛ أي أنهم يأتون بنصوصٍ من القرآن والسنة، «يَقْرؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجاوزُ حَنَاجِرَهُم، يمرقونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ».

وفي صحيح مسلمٍ: أنه -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام- قال في وصفهم: «يَقْتُلُونَ أَهْل الْإِسْلَام، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَان».

وجاء أيضًا في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أنه -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام- قال في الخوارج: «هُم شَر الْخَلْق وَالْخَلِيقَة».

شبابٌ سذج وقعوا وقود فتنةٍ تصنعها أيدٍ أجنبية، وعقولٌ استخباراتية تخطط وتنفذ لضرب الأمة في أهلها وديارها ومقدراتها، ومكتسباتها، ألا ندرك أن غاية ما يدفعون إليه إنما هو نشر الفوضى، وإثارة الفتن، وبلبلة الفكر، ومن ثَمَّ تسليم الساحة إلى خصوم الأمة وأعدائها؟

يقول النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- في بيان وصف من خرج على الأمة مستبيحًا لحرماتها، يقول: «مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضَرْب بَرَّهَا وَفَاجِرُهَا ولَا يَتَحاشَى من مؤمنِها، ولا يَفِي لِذِي عُهْدَةٍ عَهْدَه، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْه» رواه مسلم.

وهذا وعيدٌ شديد في حق من خرج على الأمة بالسيف، من خرج على الأمة لا يفرِّق بين البر والفاجر، بل يستبيح الحرمات، ويعبث بالأمن والمقدرات، يقول عنه -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام-: «فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ».

عباد الله:

وإن الأمة الإسلامية على مر تاريخها الطويل قد ظهر فيها فرقٌ منحرفة، وقد بيَّن ذلك النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-، ووقع ما أخبر به -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام-، يقول -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام-: "«افترَقَتِ اليهودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقةً، وافتَرَقَت النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقةً، وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّة عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقةً كَلَّهَا فِي النَّارِ إِلّا وَاحِدَة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «مَنْ كَانَتَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأصْحَابِي»".

فبيًّن -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام- أن هذه الأمة سيحصل فيها افتراقٌ إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة، وأن هذه الثلاثة وسبعين فرقة كلها تزعم أنها على الحق، لكنها كلها في النار ما عدا فرقة واحدة، هي الفرقة الناجية المنصورة، وقد وصفها النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- بأنها ما كانت على ما عليه النبي -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- وصحابته -رَضِيَ الله عَنْهُم- هذه هي الفرقة الناجية المنصورة.

وقد وقع ما أخبر به -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام- فظهرت فرقٌ كثيرة، ومن أبرز هذه الفرق التي أضرت بالإسلام والمسلمين كثيرًا على مر تاريخ الأمة فرقة الخوارج التي وصفها -عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام- بأنها شر الخلق والخليقة، وذلك لعظيم الضرر، ولكون أصحاب هذه الفرقة يرفعون راية الإسلام، ويرفعون راية الجهاد في سبيل الله، والغيرة على دين الله، لكنهم يضرون بالإسلام ضررًا عظيمًا، فهم يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعُونَ أهل الأوثان، يقتلون مسلمين، قتلاهم ليسوا من الكفار، إنما قتلاهم من المسلمين «يمرقونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ».

وقد جاء في بعض الروايات بأن هذه الفرقة تبقى إلى حين خروج المسيح الدجال.

وأبرز أوصافهم وصفان:

الوصف الأول: قلة فهمه للنصوص، فيأتون بنصوصٍ وردت في الكفار، فيجعلونها على المسلمين، ويقتلون المسلمين، ويتركون الكفار بزعمهم أن هؤلاء المسلمين كفار.

والوصف الثاني: الجرأة على الدماء والأعراض، فعندهم الجرأة على الدماء ظاهرة طيلة تاريخ هذه الفرقة لا يحترزون من قتل مسلمٍ أبدًا، بل يتقربون إلى الله تعالى بذلك، حتى يقول قائلهم وهو يقتل أحد الخلفاء الراشدين، أحد العشرة المبشرين بالجنة، أول من أسلم من الصبيان علي بن أبي طالب -رَضِيَ الله عَنْهُ وأرضاه- يقول هذا الذي قتله يقول: هذا أرجى عملٍ أتقرب به إلى الله تعالى.

وهذا الذي قتل علي -رَضِيَ الله عَنْهُ- لم يكن إنسانًا مرتكبًا للزنا والخمور والفجور، بل كما قيل في سيرته: إنه كان يُرى على جبهته أثر السجود من كثرة الصلاة، ومع ذلك يقتل عليًّا -رَضِيَ الله عَنْهُ- ويقول: هذا أرجى عملٍ أتقرب به إلى الله. فانظروا إلى الانحراف في فهم الإسلام، وإلى الانحراف في فهم الجهاد في سبيل الله كيف يؤدي بصاحبه إلى هذه المرحلة.

وهذا الانحراف هو من أعظم ما يكون من الانحراف جرأةٌ على الدماء، وجرأةٌ كذلك على الأعراض، فيكفِّرون المسلمين، ويستبيحون أعراض المسلمين، فهذا الوصفان نجد أنهما منطبقان تمامًا على هذ الفئة الضالة، فهي أقرب ما تكون إلى الخوارج.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:-

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة.

عباد الله:

إن بلادنا هذه بلاد الحرمين، ومأرز الإسلام، وقبلة المسلمين مستهدفةٌ من قبل الأعداء، نعم مستهدفةٌ من قبل أعداء الإسلام الذين يحرصون غاية الحرص على زعزعة أمن واستقرار هذه البلاد بشتى الوسائل، وقد وجدوا أن من أيسر وأنجع الوسائل وأسهلها وأسرعها أن يستخدموا بعض أبناء المسلمين في زعزعة أمن واستقرار هذه البلاد، فعلينا جميعًا أن نحذر منهم، وأن نحافظ على ما نحن فيه من النعم العظيمة التي أنعم الله تعالى بها علينا في هذه البلاد، وذلك بشكر الله -عَزَّ وَجَل-، إننا ننعم بنعمٍ عظيمةٍ، ومن أعظم هذه النعم: نعمة الأمن والاستقرار والوحدة، واجتماع الكلمة ورخاء العيش.

نعم، نِعَمٌ عظيمة لا بد أولًا: أن نعرف هذه النِّعَم، وأن نُقَدِّرها حق قدرها، ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾[آل عمران:103].

لا بد أولًا من أن نذكر نِعَم الله علينا، وأن نحمد الله -عَزَّ وَجَل- عليها، وأن نحذر من تخطيط ومكر الأعداء الذين يحاولون أن يجعلوا هذه البلاد مثل بعض البلاد التي ظهرت فيها الفوضى، وانتشرت فيها القلاقل والفتن، وأصبح الناس لا يأمنون على أنفسهم، ولا على أموالهم، ولا على أعراضهم.

 

 

عباد الله:

إن أعداء الإسلام عندهم خطط ومكرٌ كبارٌ بالليل والنهار لاصطياد من يقدرون عليه من أبناء المسلمين لتنفيذ مخططاتهم، وأول ما يبدؤون مع الشاب في تشكيكه في المسلَمات، وفي تشكيكه فيما هو عليه، يبدؤون بإثارة الشك لديه، وفي إسقاط الرموز وشيطتنها، حتى تكون هذه الرموز ليست محل ثقةٍ عنده، فإذا أًسْقِطَت الرموز وشُكِّكَ في المسلمات في نفس ذلك الشاب أصبح مهيئًا لتقبل سموم تلك الفرق حتى يعتنق تلك الأفكار، ثم بعد ذلك يكون عدوًّا لمجتمعه وأمته.

وإن المسؤولية تقع أولًا على الوالدين، فعلى الآباء والأمهات عليهم مسؤوليةٌ عظيمة في هذا الشأن، فعليهم أن يحرصوا على تربية أولادهم التربية الصالحة، وأن يعززوا فيهم التمسك بدينهم، وأن يعززوا فيهم الاعتزاز بهذا الدين العظيم، وأن يحذروهم من مسالك هذه الفرق المنحرفة على الآباء والأمهات أن يبذلوا أسباب هداية الدلالة والإرشاد لأولادهم من بنين وبنات، وأن يسألوا الله تعالى لهم هداية الإلهام والتوفيق.

وينبغي أيها الإخوة أن نتواصى على أن نقف صفًّا واحدًا ضد كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار هذه البلاد، وأن نغرس في نفوس أبنائنا وبناتنا أهمية المحافظة على الأمن والاستقرار والوحدة، والوقوف مع ولاة الأمر ضد مخططات الأعداء، وأن نبين ونبصر أولادنا، وأن نغرس في نفوسهم أهمية هذا الأمر.

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء اللهم فأشغله في نفسه، اللهم أشغله في نفسه، اللهم أشغله في نفسه، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اكشف مخططاته، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه يا قوي يا عزيز.

اللهم احفظنا، واحفظ بلادنا وأممنا وولاة أمورنا، احفظنا من كل سوءٍ ومكروه يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أعز دينك، وأعلي كلمته، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وانصر من نصر دين الإسلام في كل مكان، واخذل من خذل دين الإسلام في كل مكان، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وهيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يُعز فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، وتُرفع فيه السنة، وتُقمَع فيه البدعة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر لنا، وللمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واجعلهم رحمةً لرعاياهم، ووفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، وعلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، يا حي يا قيوم ذا الجلال والإكرام.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوفٌ رحيم.

اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.