الخثلان
الخثلان
حلف لاسترضاء والده
20 جمادى الأولى 1437 عدد الزيارات 1401

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

فضيلة الشيخ لو سمحت عندي سؤال وهو: 

أنا شاب عمري 18 سنة، وفي يوم طلبت السيارة من أبي فأعطاني إياها ثم وقع حادث للسيارة، حادث ليس بكبير ولكن حديد السيارة بان عليه كأنني اصطدمت برصيف وما شابه (وهذا طبعًا لصغر الحادث) فقلت لن أحدث أبي عن هذا لأنها لن تبان أصلاً.

وبالصدفة رآها أبي لكن بعد الحادث بأسبوعين فجاءني يقول لي: أنت فعلت هذا، وكنت في اليوم السابق لحديثه قد أخذت السيارة، فكلمني أبي وقال: أنت صدمت السيارة أمس (وهو اليوم الذي طلعت فيه الرخصة) فقال لي: أنت فعلت هذا أمس، وبعض الأحيان يقول لي: أنت فعلت هذا، فقط بدون أمس ثم قال لي: احلف لكي أصدقك، فقلت له: والله لم أفعل الحادث أمس، والله لم أفعل الحادث أمس (لأني فعلت الحادث قبل حلفي بأسبوعين كما تقدم)، وفي الغداء فتح الموضوع فحلفت وقلت له: والله لم أفعل الحادث أمس والله العظيم، وأنا أحلف في مرة جاءتني غصة من الغداء، فقلت: والله لم افعل هذا (وكنت أريد أن أقول "أمس" لكن الغصة منعتني عن قولها). 

فهل علي حنث في اليمين أفتوني مأجورين، علمًا بأني لا أستطيع أن أكلم أبي عن الحادث لكي لايحزن علي ولا يعطيني السيارة مرة أخرى. 

أفتوني جزاكم الله خيرًا.

هذا الحلف لايرد عليه الحنث لكون عن أمر ماض، والحنث إنما يكون على فعل أو ترك أمر في المستقبل، لكن إذا كذب الإنسان في حلفه فيأثم ويسمي بعض العلماء هذا باليمين الغموس، وكان الأولى أن تكون واضحًا مع والدك وصادقًا، لكن مادام أنك قد اجتهدت وتأولت لقصد استرضائه وعدم حزنه فأرجو ألا يكون عليك بأس مع الحرص على أن تبر به قدر المستطاع وأن تسعى لتعويضه -ولو مستقبلًا- عن الضرر الذي أصاب السيارة.

وفقك الله.